الأربعاء، 7 يناير 2009

كٌشك عَم عَوض


في يوم ما و اثناء الدراسة في المجمع النظري و بالتحديد في كلية الحقوق حيث طلاب القانون .... الطلاب الذين ضحوا بحياتهم و اوقاتهم كي يجدوا لشعبهم مكان افضل تحت الشمس في رعاية القوة العظمى للقانون في رعاية الإنظباط و النظام الذي طبعاً يتميز به المجمع النظري ككل فالطلاب هنا إما في المكتبة يقراون او في محاضراتهم يستمعون او في الكافيه ياكلون فلا مكان بينهم لمضيع لثانية من الوقت الذي حبانا به المولى عز و جل ...
تنظر في عين اي طالب منهم ترتعب لما يمكن ان يكون قراته هذه العيون الثاقبة المتربصة لاي معلومة يمكن ان تكون بداخل اي كتاب من ملايين الكتب التي ينوي ان يقراها في يومه الدراسي

المهم في ظل هذه الاجواء التي خيم عليها الجدية و الانظباط ذهب طلاب الفرقة الاولى من كلية الحقوق شعبة اللغة الإنجليزية إلي مدرجهم الحبيب
و إذا بخمسة من الفتايات يصرخون باعلى صوتهم و منهم من يضرب على راسه كمن ترثي فقيداً لها في العصر الجاهلي
و إذا بخيرة شباب الدفعة يصرخون باعلى صوتهم لالالالالالالالا
و اثناء هذه الفوضى و الهلمة ظهر لعين احمد قطعة ورق بيضاء معلقة على باب المدرج
و إتضح لذهنه ان هذه الورقة هي سبب الرعب و الزعر
طرد احمد فكرة إنه صغير جداً على الموت و نفى الخوف من قلبه و إستجمع كل قواه و ذهب بإتجاه الورقة البيضاء
و كلما قرب احمد منها يتضح له الكلام الذي كتب على الورقة و كان من كان يكتبها تتلبسه ارواح شريرة فهو يكتب حرف و يحاول ان يمسحه في الثانية التي تليها

ها هي ..... لقد وصل إليها .... داخل عليها ..... ينظر لها و جووووووون
إحم سوري يا جدعان كنت بشوف مطش الاهلي و حرس الحدود

نكمل القصة
بدا احمد في قراءة الورقة و صرخ في نفس الوقت
لالالالالالالالالالا
إنه كابوس كل طالب في كلية الحقوق
إنه الهلاك الذي يخافه كل فارس و كل رجل ولدته امه بكبرياء
إنه..... إنه ....
إنه طلب من إدارة الكلية لجميع الطلبة للتوجه إلى عم عوض للحصول على نسختهم من كتاب التنظيم الدولي "الجزء الخاص بمحكمة العدل الدولية"
تجمد الجمهور من الدفعة و خيم جو من الصمت و الحزن عليهم
و قال احدهم لالالا لالا لما يحدث لي هذا يا ربي ... إن خطوبة اختي بعد اسبوعين فقط
و قال الاخر إحمد الرب يا اخي فإنني قد وعدت حبيبتي ان اعود لها بعد اربعة سنين فقط .... و لكن ... ولكن بعد هذه الكارثة لا اعلم ماذا اقول لها
اللعنة على عم عوض اللعنة على كتاب التنظيم الدولي
اللعنة اللعنة اللعنة
تعالت اآهات الدفعة حزناً على مصيرهم
فلقد كان يعلم كل منهم ما سوف يلاقون في الطريق إلي كشك عم عوض إنه الهلاك
إنه الجحيم الابدي
إنه ما لم يتعلموه ابداً في حياتهم
يتفق الطلاب مع بعضهم على التوجه إلي هذا العم عوض اللعين بعد اخر محاضرة لهم في هذا اليوم و غالبا في غضون العقد القادم من حياتهم البائسة
.... إنها اخر كلمة للدكتور في المحاضرة و يتوجهون لملاقاة مصيرهم
ينظر لهم الدكتور و قد عرف ما إتفقوا عليه و ما سوف يواجهونه و يودعهم بقوله
إنما انتم رجالاً و لقد كتب على الرجال قتال المهالك فإذهبوا إلى معركتكم و ليهرب خوفكم من جميع المسالك....
يتوجه الطلاب إلي باب المدرج ... يمشون في صف و ما هو إلا بصف الجحيم صف اخره اكثر إخافة من الهلاك .... إنه المصير غير المعلوم
يخرج الطلاب من باب المبنى متوجهين إلي المبنى المقابل الذي ....يمكن فيه كوشك عم عوض و في الطريق القصير الذي ظهر و كانه غابة مسحورة ملعونة تتخبط فيها الوحوش الكاسرة من كثرتها و تسمع فيها صوت الامل و هو يأن من الالم و يصرخ إستعانة بشخص رحيم يطلق عليه رصاصة الرحمة ليرحمه من المه
مشى الابطال و كل منهم يودع زميله في الدفعة بقوله لقد كانت سنة جميلة و إنه للوقت لكي ندفع ثمن ما جناه ابائنا و مدرسنوا في الثانوية العامة ....
يقف الطلاب في نصف الطريق و في اعينهم نظرة الحيرة و الحزن و لبعضهم عدم المبالاة ... لقد فقدوا زاكرتهم للحظات من رعب الموقف
و لكن ظهر في الافق شخص يرتدي عبائة بيضاء ذو لحية وردية ..رئاهم من مسافة بعيدة فاقترب منهم و ربت على ظهر احمد قائلاً يا بني إنما في الحزن مالا تراه الاعين ... و في الموت ما لا يحسه القلب
و في الملوخية حتلاقي اللحمة
فإذهب انت و دفعتك موفقون بإذن الله .....
و اختفى الرجل في دخان ابيض اتضح انه قادم من الة شواء الشاورما بتاعت الكلية ..... و صرخ احمد
من انت يا سيدي يا مضىء لي طريقي يا مرشدي
سمع احمد و كانه صوت جبال إستيقظت من نوم عميق ... انا ربيع حارس المدرج الابيض
.سمع احمد هذه الكلمات وخصوصاً الجزء بتاع اللحمة و كانه ولد من جديد و نسى الالم و الحزن و الشقاء و قال هي بنا يا رفاق فانني اعرف طريق مختصر يمر بكافتريا سياحة و اخذت الرجال تٌكبر و النساء تهلهل و الاطفال تغني ..... إستني القصة دي مفهاش اطفال ؟؟؟!!!! المهم
وصل احمد و الدفعة إلي الكشك و كما توقع احمد و قد كان سمع قصص فقط بهذا المكان من الاشخاص الذين يذعموا انهم ذهبوا إلي الكشك و عادوا
و لكن احمد لم يصدق ما يرى ...... إن إن .... إن الكشك مغلق
و إستغرب احمد لانه وجد معظم الاشخاص الذين زعم انهم فقدوا هناك منتظرين عم عوض ان يفتح الكشك
فقد وجد الطائرة المصرية التي زعم انها فقدت في مثلث برمودا و معهم شخص مستمر في تكرار كلمة اشهد ان لا إله إلا الله و كتب على قميصه البطوطي
و قد وجد ايضاً الطائرات التي فقدت في الحرب العالمية و من نقاش صغير مع قائديها عرف احمد انهم هنا منذ الحرب العالمية حيث ارادوا ان يحصلوا على نسخة من القانون الجوي
و عرف احمد انه سيكون مصيره مثلهم فهو بين الحياة و الموت ولا يستطيع ان يترك مكانه بالصف للعودة إلي الحياة ....... لانه لا معنى للحياة بدون كتاب التنظيم الدولى " الجزء الخاص بمحكمة العدل الدولية "
و اخيراً و بعد إنتظار و في صمت خيم على الجميع حتى مجموعة البنات إلي مبيبطلوش كلام في محاضرات محمد حسين منصور بطلوا كلام و خيم عليهم علامات الاسبهلال عندما راؤا ........ العم عوض يتجه ناحيه الكشك
و هاهو يفتح القفل و فرح اللجميع و هلل النساء و كبر الرجال و اقيمت الحفلات و المهرجانات و ليالي التلفزيون و لكن......... ما هذ!!!.... نعم ما هذا ؟؟؟ ايوة ايوة ده إيه ده ؟؟؟؟
إنه العم رجب و قد قرر غلق القفل مرة ثانية و عندها صرخ احمد باعلا صوته لدرجة إن البنات سكتوا مرة تانية
و قال لالالالالالالالالالالا
إننا ضحينا بيومنا و بقوتنا و باعز ما نملك و ضحينا بمحاضرة دكتور إبراهيم خليفة كي نحصل على الكتاب فيا عم الاعمام عم عوض اعطينا نسختنا اعطاك الرب ما سالت و اعطتك زوجتك ما اشتهيت
و هنا نظر العم رجب إلي احمد نظراة لم يراها احد من قبل و نظر الجميع إلي احمد نظرة الوداع فقد كانوا يعلمون انها اخر مرة سوف يرون زميلهم احمد تحرك الشق الذي نصب عليه العنكبوت شبكته الذي يسمى فم عم عوض و قال : .........
فوت علينا بكره الساعة 12
قال احمد مينفعش الساعة 12 وربع ؟؟؟
قال عم عوض هو انا شغال عند اهلك حتبقى شحات و بتتامر كمان
و لكن قال احدهم لا يا عم عوض 11 ونص و خمسة حلو
اعترضت البنات بحجة انهم بيصحوا متاخر
و لكن اعترض الاخوان المسلمون في الجمهور و قالوا والله لن يفتحن هذا الكشك حتى يصلي الجميع صلاة الفجر في جماعة نساء و رجال و شيوخ و اطفال فلتكن الساعة الخامسة و الربع صباحاً بإذن الله
فقال احمد ليه يا عم رايحين نحرر فلسطين صلي على النبي انا بصليه صبح
و ظل النقاش قائماً و ضحك عم عوض ضحكة خبيثة و قال اتعلمون شيئاً عندما تتفقون على معاد فلتخبروني ......
فعاد احمد للإكتئاب و البنات للرغي و الإخوان للإنغلاق و الشباب للإنفتاح و الارانب للنكاح

النهاية


جزء من هذه القصة حقيقي و جزء الاخر مستوحى من الحياة و جزء الاخر مستوحى من قناة ديزني و جزء اخر مستوحى من قناة الجزيرة

احمد عبد الغني
7/1/2009
الساعة الثامنة مساء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق